استكشف المجموعة الواسعة من العناوين المتاحة.

يبين الكاتب إنه في الهند وعلى الرغم من وصول الموزاين الموسيقية والآلات العربية إليها بقيت الموسيقى الهندية تتطور حسب التقاليد الهندية، فصوت المغنى الهندي مثلا يعد عنصرا ثانويا في الأغنية، بينما صوت المطرب العربي هو فاترينة اللحن والكلمات في الأغنية العربية وهو ما يعرف بالتطريب، ويوضح في السياق نفسه أن عازف «القيثارة» التركي، أو من نطلق عليه شاعر الربابة في مصر هو مؤلف الغناء العامي والشعبي والسوقي في تركيا.

توضح هذه الدراسة مدى ارتباط حقل الموسيقى الأثنية التي كانت بداياته في الولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن العشرين، بعلم الموسيقى المقارن في ألمانيا، والذي نشأ خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. ومن خلال تتبع التطور الفكري في علم الموسيقى المقارن Comparative Musicology، تظهر القضايا المركزية التي أدت في النهاية إلى تحول باحثي موسيقى الشعوب عن أيديولوجيات هذا العلم، الأمر الذي أدى إلى ولادة ما يعرف اليوم بحقل أو علم الموسيقى الأثنية Ethnomusicology. ومن خلال تفحص بعض عناصر علم الموسيقى المقارن ولاحقا الموسيقى الأثنية، وخصوصا تلك التي كان لها الفضل في ترسيخ أسس هذين العلمين، يظهر جليا دور المنشورات العلمية في هذا الجانب. وخلافا لعلم الموسيقى المقارن الذي اتخذ من المقارنة نهجا أساسيا له، فإن علم الموسيقى الأثنية الحديث يدعو إلى احتضان موسيقى الآخر والبحث في خصوصيات تلك الموسيقى قبل إصدار أية أحكام مبنية على القارئة، وبخاصة تلك الأحكام الناشئة من تطبيق المنظور الغربي على موسيقى الشعوب الأخرى. فعالم الموسيقى الاثني الحديث يسعى دائما للارتباط بموسيقى الطرف المقابل، وذلك بهدف اكتساب فهم أعمق، ليس فقط لعناصر وتراكيب الموسيقى، ولكن للجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الصانعة لتلك الموسيقى أيضا.

تناول الكتاب ستة فصول جاء في الفصل الأول : الحديث عن المدخل المستخدم في دراسة هذا العلم الوليد من حيث المفهوم والمعنى والنشأة والتطور والقيمة والأهمية. وفي الفصل الثاني تم الحديث عن تأثير عمليات (الاستعداد-الانصات-التدريب) الموسيقى على القدرات المعرفية للطلاب. وفي الفصل الثالث تم تناول مفهوم الموهبة الموسيقية والآليات المستخدمة في تحديد الطلاب الموهوبين موسيقية والكشف عنهم، وكذلك العوامل المؤثرة في تطور ونمو الموهبة الموسيقية. أما الفصل الرابع تم استعراض العلاقة بين التفضيلات الموسيقية للطلاب وسماتهم الشخصية. وفي الفصل الخامس تم الحديث عن الإبداع الموسيقي كمفهوم والآليات المستخدمة في قياسه والعوامل المؤثرة فيه. وبالنهاية الفصل السادس تم تناول موضوع العلاج بالموسيقى والدور الذي تقوم به الموسيقى في علاج الكثير من الآلام الجسمية أو الأعراض النفسية أو الصعوبات المعرفية للطلاب.

يقع هذا البحث في مبحثين كبيرين تسبقهما مقدمة وتمهيد، وتتلوهما خاتمة وقائمة بالمراجع، فأما المقدمة فجاء فيها الحديث عن موضوع الدراسة، وأما التمهيد فقد تناوله الباحث في ثلاثة عناصر، وهي:nأولاً: ابن الوردي وآثاره، وجاء فيه الحديث عن ابن الوردي والتعريف به.nثانياً: نبذة عن لامية ابن الوردي، وذلك من خلال عرض موجز لكل من:nأ) متن لامية ابن الوردي. ب) شروح لامية ابن الوردي. ج) تخميس لامية ابن الوردي.nثالثاً: مصطلحات الدراسة: وقد اشتملت على:n1.tالمقصود بالتخميس، وهو إضافة ثلاثة أشطر لكل بيت من أبيات القصيدة يجري على وزنها وقافية صدر البيت الأصلي.n2.tالبناء العروضي والبناء الموسيقي والفرق بينهما، وقد حصر الشاعر الفرق بينهما في أن البناء الموسيقي هو الأعم؛ فهو يشمل كل ألوان المخالفة والتغيير للإيقاع الذي يهتم بكل ما هو منتظم ومتتابع داخل القصيدة؛ لأن سمة الموسيقى المخالفة والتغيير، وسمة الإيقاع الانتظام والتتابع.nثم جاء المبحث الأول تحت عنوان: \"أثر التخميس في البناء العروضي للامية ابن الوردي\"، وتناوله الباحث من خلال:nأولاً: الإيقاع: ويقصد به الوزن الذي يميز الشعر عن النثر، وكل ما هو سمته الانتظام والتتابع في القصيدة الواحدة، وقد بين الباحث بالتمثيل والشرح أثر أشطار البحريني المخمسة للامية ابن الوردي، على بناء القصيدة في حشوها وأعاريض أبياتها وضروبها.nثانياً: القافية: وهو المقطع المتكرر في القصيدة، وقد عرض الباحث لتعريفات القافية، وملامحها، وحروفها، وحدودها، وصور الروي فيها، وعيوبها بالتمثيل والشرح عند كلا الشاعرين، وأثر ذلك على بناء القصيدة.nثالثاً: الضرورة: حصر الباحث أشكال الضرورة التي جاءت عند كلا الشاعرين، وما تميز به كل واحد عن الآخر، مع التمثيل على ذلك من أبيات اللامية وأشطار التخميس.nثم جاء المبحث الثاني بعنوان: \"أثر التخميس في البناء الموسيقي للامية ابن الوردي\"، وتناوله الباحث منخلال:nأولاً: الزحافات والعلل: وفيه عرض الباحث لأهم الزحافات والعلل التي وقعت في أبيات اللامية، وفي أشطار التخميس وأثرها في الموسيقى.nثانياً: عيوب القافية: تبين للباحث أن ابن الوردي كان أشد بعدا من القاضي البحريني عن الوقوع في عيوب القافية، وقد عرض الباحث لبعض عيوب القافية التي جاءت في أشطار التخميس على لامية ابن الوردي، وأثرها في البناء الموسيقي.nثالثاً: كسر الوزن العروضي: وهو الخلل الذي يصيب الوزن العروضي، ويخالف الإيقاع، وقد خلت هذه القصيدة من أشكال هذا الخلل، ولم يرد في أشطار البحريني إلا موضع واحد، وقد وجهه الباحث، ورجح أن سببه التصحيف أو الخطأ في الضبط.nثم جادت خاتمة البحث لترصد أهم النتائج التي توصل إليها البحث، وقد كان منها:n1.tتابع الشيخ البحريني في أشطار تخميسه للامية ابن الوردي الوزن وأو الإيقاع والقافية اللذين يمثلان البناء العروضي للقصيدة.n2.tاستغرقت القافية عند البحريني أنواعا كثيرة من القافية في حدودها، وأشكالها، وأنواعها، بخلاف اللامية التي جاءت مجردة، ومقيدة ساكنة الروي، غير مردفة ولا مؤسسة.n3.tاعتمد البحريني في أشطاره على صدر البيت في قافيته؛ فجاء الروي عنده مستغرقا لأغلب حروف الهجاء، أما ابن الوردي فقد بنى روي قصيدته على اللام الساكنة.n4.tخلت قافية ابن الوردي من العيوب بسبب خلوها من الردف والتأسيس، في حين لم تسلم أشطار البحريني منها، كما خلت اللامية بأشطارها من مظاهر الضرورة التي يمكن الحكم عليها بالقبح.n5.tلجأ كلا الشاعرين إلى الزحافات والعلل التي تشتهر في هذا البحر، ونجدها عند غيرهما من الشعراء.nثم تلت هذه الخاتمة توصية الباحث بتكرير الدراسات للبناء العروض والموسيقي، وقائمة المراجع التي اعتمد عليها الباحث في جمع مادة البحث مرتبة ترتيبا هجائيا.nوالحق أن هذا التخميس لم يخرج عن البناء العروضي والموسيقي للامية ابن الوردي، ومن ثم فإن أشطار البحريني تعد تتمة للقصيدة وشرحا لها وتأكيدا للحكم والمواعظ التي جاءت بها اللامية.nوالله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.nالباحث

ليس للموسيقي أن ينكر كبير أهمية علم التوافق في دراسة الموسيقى عامة، ولا ريب في أن أهل هذا الفن من قراء العربية قد شعروا بافتقاد اللغة إلى مصنف يعالج هذا الموضوع لما له من شأن عظيم كأساس من الأسس التي تبنى عليها الموسيقى عامة والحديثة منها خاصة وفي الحق لقد كانت الحاجة الماسة إلى البحث الذي يضمه كتابنا الموسيقى التافقية هي أهم ما حذا بنا إلى تصنيفه مستعينين في ذلك بعديد المؤلفات والمراجع في مختلف اللغات لأكبر أساطير العالم، ولقد قصدنا بكتابنا فئة خاصة من ذوي الثقافة الموسيقية وتني أولئك الذين يريدون التمكن مما لا غنى للموسيقى عنه من أفرع الدراسات العليا.

هناك موروث أدبي في عربيتنا للعلاقة بين الموسيقى والشعر يشهد عليه كتاب الأغاني لأبي الفرج ولكن ما من موروث في الفكر النقدي يضاهيه في سبر غور هذه العلاقة في الأفق النقدي الغربي متسع لا محدود لنامل العلاقة منذُ نشأت الحاجة الموسيقية لدى الإنسان الأول ومنذ نشأ الشعر إن حكاية ولادتهما توأمين ثم انفصالهما عن بعض ثم الحنين الضارب في كل منهما إلى الآخر قد أملت على الدارسين وعلى الشعراء والموسيقيين آلاف الكتب والمقالات حتى ليبدو الموسيقي شاعرا دون كلمات والشاعر موسيقيا ساعيا إلى التجريد الصوتي هذا الكتاب محاولة تقديم وجبة غذاء لكلا الطرفين الشاعر والموسيقي وللقارئ الذي يشغله الشعر والموسيقى معا محاولة لاستثارة حاجة دفينة طمرتها العادة والكسل الروحي.